الفجل
الفجل (raddish): هو نبات عشبي من فصيلة الصليبيّات (Cruciferae – Brassicaceae). إسمه العلمي (Raphanus sativus). يعتقد أن مصدره هو الصين, حيث ينمو هناك الفجل البري. يزرع منذ قديم الزمان حول المتوسّط. جِذره مرغوب فيه, حيث يؤكل نيئا. إذا كنت تحب الفجل فإنه ينمو بشكل جيد إذا زُرع إبتداءا من آذار (مارس) حتى أوائل الصيف. يعتبر الفجل من النباتات التي تحب الطقس المعتدل المائل إلى البرودة, ولكنه من المحاصيل القادرة على تحمّل درجات الحرارة العالية نسبيا. هناك أصناف عديدة من الفجل لا يسعنا التطرق إليها الآن…
كيفية الزراعة: أولا يجب تحضير مسكبة لزراعة بذور الفجل ويجب أن تكون مسمدة بروث إحدى الحيوانات قبل 6 أسابيع على الأقل من موعد الزراعة. يساعد ذلك على رفع مستوى قدرة التربة على إمتصاص المياه مما يؤثر إيجابا على المحصول. وقبل الزراعة مباشرة ينصح برش 100 غرام لكل متر مربع من السماد الإصطناعي ذات التركيبة التالية (5:5:5 N:P:K). يضمن ذلك أن البذور ستكون مدعومة بالعناصر الأساسية التي تساعدها على النمو مباشرة. ومن الأشياء المعروفة عن الفجل أنه يتحمل حموضة التربة ولكن لا بجب أن تكون تسبة الأكسدة في التربة (PH) أقل من 5.5 والمزارع الذكي الذي يحب أن يقوم بالأشياء على أصولها يقوم بتسميد التربة تبعا لنتائج تحليلها وبعد بعرفة العناصر التي تنقصها.
تزرع البذور على عمق سنتمتر واحد, أي تقريبا على سطح التراب مع مراعاة توزيع الحبوب عند نثرها و منعها من التكثّف أو التجمّع في مكان واحد. لضمان ذلك يرجى خلص الكمية المراد زرعها بكمية من الرمل ورشها مع بعضها في التراب. إن تكثف البذور ينتج عنه نباتات صغيرة الحجم وبأشكال غير متساوية.
الآن حاون موعد السقاية: هل نسيتم؟ ألن تسقوها؟ وجعلنا من الماء كل شيىء حي. ولكن إنتبهوا, لا يعني ذلك أن نغسل التربة بالماء ونفتح الحنفية عليها 24 ساعة!! تتم السقاية كل يوم في الفترة الأولى من زراعتها – إذا كان الطقس جافا و حارا. الفجل سريع النمو, فقد تستغرق فترة نموه (3 – 6 أسابيع), و هناك بعض الأنواع التي تنضج بعد أقل من ثلاثة أسابيع من زراعتها. يحتاج الفجل لكي ينمو بشكل جيد إلى جو معتدل أو حار, و بالرغم من ذلك لا يجب أن يُزرع في مكان مشمس كليّا. يجب تفريد فسلات الفجل المزدحة على بعضها و ذلك لضمان نمو جيد للجذور. إن عملية التفريد هي عبارة عن إقتلاع فسلات الفجل أو النباتات المزدحمة مع بعضها, حيث إذا وجدنا ثلاثة فسلات نامية في مكان واحد, ننتزع منها واحدة ونبقي إثنين. وكلما نمت الفسلات وكبرت جذورها كلما تطلب منا الأمر تأمين مساحات أوسع بينها. الفجل كالإنسان, كلما كثر عدد الأفراد في البيت كلما ضاق بهم وولد مشاكل أكثر من ناحية الحرية الفردية وإلخ… لذلك أرجوكم وأتوسل إليكم أن تعطوها المجال لكي تنموا براحة, ولا تلوموني إن ماتت أو أنتجت حبات فجل صغيرة بسبب إزدحامها على بعضها.
ألا يمرض الإنسان؟ والفجل أيضا يمرض!! ولكن الحمد لله أن أمراضه لا تشبه أمراضنا بتاتا, فلا نجده يصاب بإنفلونزا الطيور ولا بمن يحزنون. ليتني فجلة!! بما أن مدة دورة حياة الفجل قصيرة جدا, فإنه نادرا ما يصاب بالأمراض. فمن الأمراض التي يصاب بها هي تعفن الجذور, وهو مرض ناتج عن تولد الفطريات في التربة. حينما تصاب الجذور بهذا المرض يصبح لون جذورها أسود وتموت. لحماية الجذور من التعفن يجب أن نحرص تكون التربة جيدة الصرف (صرف المياه) وهذا نحققه بإتباع الإرشادات التي وردت عن كيفية تحضير المسكبة. ومن الأشياء الأخرى التي تساعدنا على تفادي تعفن التربة عن تدوير المحاصيل بحيث لا نزرح ذات المحصول في ذات المساحة من التربة كل سنة. أما الأمراض الأخرى فهي شبيهة بالمرض الذي ذكرناه وطريقة تفاديها هي نفسها النقاط التي تكلمنا عنها آنفا.
والآن بعد قطف الفجل (عادة ما يكون بعد 6 أسابيع من الزرع), لا يجب أن تُنزع أوراقه بالكامل, وكذلك الأمر عند قطف المحاصيل الجذرّية المشابهة كالجزر مثلا, كما لا يجب أيضا أن يُترك الفجل حتى يُصبح حجم ثماره ضخم جدا لأنه عندئذن يصبح طعمه مُرّا. تُحفظ ثمار الفجل في أكياس ورقية و توضع في البرّاد.
ماذا عن التسويق؟ وما أدراك ما التسويق. الفجل يباع بعدة أشكال. يمكن أن يباع كما هو شرط أن يتم حفظه بأوراقه على درجة حرارة تساوي الصفر ونسبة رطوبة 90%, أو أن يخلّل ويباع في محالات السمانة. إن شاء الله تكون البداية موفقة في المقالات ولا تنسوني من دعائكم.