غراب بني الرقبة الأسم العربي: الغراب بني الرقبة : غراب نجد الأسم الأنجليزي: Brown-necked Raven الأسم العلمي: Corvus ruficollis
يتخذ عشه على الأشجار العالية في محمية محازة الصيد إحدى المحميات الطبيعية التابعة للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في المملكة العربية السعودية، تقع على بعد 170 كم على طريق الطائف - الرياض السريع،ويختار لهذا الغرض أشجار السمر أو أشجار السرح ، وغالبا ما يكون موقع هذه الأعشاش على جوانب الشجر وليس على قمتها تفاديا لأشعة الشمس المباشرة، حيث يقوم الزوجان باختيار موقع العش في مكان منعزل بعيداً عن الأعين، وقد يبني العش في أماكن مختلفة مثل أعمدة خطوط الضغط العالي، أو على أبراج الاتصالات وغيرها. ويتكون العش عادة من أفرع وأغصان قصيرة شجرية، بالإضافة إلى قطع من الخرق والقماش البالي، وشعر وصوف الأغنام النافقة. تم تسجيل أول وضع بيض في المحمية في منتصف شهر فبراير 2005م، وقد تمتد فترة وضع البيض إلى بداية شهر ابريل. وقد لوحظ هذا التباين في مواعيد وضع البيض عند الغربان من بلد لآخر. وربما يعزي امتداد فترة التعشيش في المحمية إلى توافر الغذاء والماء والحماية. تضع أنثى الغراب من ثلاث إلى خمس بيضات ذات شكل بيضاوي ولون أخضر مزرق، مع تبرقش وتنقيط أسود اللون، متفاوت في الحجم. ذكر القزويني في كتابه: «عجائب المخلوقات» (600-682هـ): أن الغراب يسرق بيض الحدأة ويترك مكانه بيضه فتقوم الحدأة بحضن البيض فإذا فرخت فتأخذ الحدأة الذكر العجب من شكل الفرخ الناتج من الفقس فيأخذ بالزعيق ويضرب الأنثى حتى يقتلها. وتستمر فترة حضن البيض عند الغراب بني الرقبة من 20 إلى 22 يوما حيث يتولى الزوجان حراسة العش، وعند محاولة اقتراب أي شخص من العش يهرب الزوجان، ويحومان حول العش عاليا مطلقة أصواتها المزعجة لتخيف بها الزائر غير المرغوب فيه. يقول القزويني في كتابه: «عندما يفقس بيض الغراب يكون الفرخ أبيض بلا ريش فتفزع الأم وتتركه فيبعث الله تعالى ذبابا كثيرا فيأكل الفرخ منه حتى ينبت ريشه ويَسْوَد عندئذ تعود إليه أمه بعد غياب الذباب والبق». قال خلف الأحمر: «رأيت فرخ الغراب فلم أرَ صورةً أقبح منه ولا أنتن، ورأيت رأسا كبيرا ومنقارا طويلا مع صغر البدن وقصر الجناح، وهو أمرط منتن الريح». ومن خلال متابعة الغربان في محمية محازة الصيد تبين أن عددا قليلا من الصغار هى من يكتب لها فرصة البقاء، وغالبا ما يتبقى في العش من صغيرين إلى ثلاثة فقط على قيد الحياة، إذ كثيرا ما تحدث منافسة بين الصغار في الحصول على الطعام من الأبوين مما قد يحرم بعضها من الحصول عليه، الأمر الذي يؤدي إلى نفوقها. ويعتقد أن الأبوين يقومان بإطعام الصغار الباقية من أجساد الصغار النافقة. يهتم الأبوان كثيرا بفراخها، وتبقى قريبة منه تحرسها. وعند الظهيرة تظللها بأجنحتها لتحميها من أشعة الشمس الحارقة. وتصدر صغار الغربان خاصة في الصباح الباكر أصواتاً غريبة. تنمو الصغار وتبقى في العش حتى تكبر وتكون قادرة على الطيران بعد مرور حوالى 25 إلى 30 يوماً عندها تترك العش. وصوت الغراب هو النعيق، وإن كان الغراب يصدر أكثر من نغمة في صوته. فصوته عند اقتراب الخطر يختلف عن ندائه للآخرين وطلبهم للتجمع عند مكان ما للغذاء مثلا، أو لأغراض أخرى قد نجهلها. واختلاف نبرة الأصوات عند الغراب تدل على ارتفاع مستوى الذكاء عنده مقارنة ببقية أنواع الطيور. تتجمع طيور الغربان خاصة اليافعة لتكوين سرب كبير، قد تصل أعداده إلى أكثر من 100 طائر وذلك في أماكن الطعام أو الشراب، وهو مايشاهد عادة عند مواضع الطعام والشراب المقدم للحيوانات المعاد توطينها في محمية محازة الصيد. وقد تطير فرادى لكنها غالبا ما تطير على هيئة أزواج. وتقوم أحيانا بعمل حركات بهلوانية في الجو خصوصا عند فترة التزاوج. وقد شوهدت الغربان وهى تقوم بمطاردة طيور أكبر منها في الحجم في الجو كالنسر الوردي مثلا خصوصا عند اقترابه من أعشاشها، أو من أجل أن ترغمه على لفظ ما معه من طعام فتحصل عليه. وفي محمية محازة الصيد تسبب الغراب في إحداث بعض النتائج السيئة في مشروع توطين غزال الريم أو غزال الرمال فيها حيث حدث أن كانت قطعان الغزال مازالت موجودة في أقفاصها، وصادف موسم ولادتها قبل أن يتم إطلاقها من الأقفاص، الأمر الذي أدى إلى نفوق عدد من صغار الغزلان حديثة الولادة حيث يأتي الغراب وينتظر بقرب الأنثى الحامل التي توشك أن تلد، وبمجرد أن تضع ولدها يقوم الغراب